إيران غيّرت قواعد الإشتباك وتسعى لفرض توازنات جديدة فكيف سيأتي الرد: تفاوض أم مواجهة شاملة !؟

تسارعت الأحداث في الأسبوع الأخير في المنطقة، بدءاً بالهجمات المفاجئة على عمق السعودية النفطي في بقيق وصولاً الى إطلاق حملة إلكترونية كثيفة للإطاحة بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تُرجمت تظاهرات في عدد من المدن المصرية، وكأن هناك محاولة من المحور الذي تقوده ايران ويضم تركيا وقطر وعدد من التنظيمات الحليفة في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، لتغيير الموازين جذرياً ، مستغلين ثغرات متعددة في المعسكر المقابل، بدءاً بمسار التفاوض بين واشنطن وطهران ، الذي نجحت باريس في إحداث إختراق معيّن فيه، مروراً بالتفاوض الاميركي-الحوثي الذي تزامن مع معارك عدن والمحافظات الجنوبية، وسط تباين إماراتي -سعودي على الأولويات، ووصولاً الى إستحقاق نتنياهو الإنتخابي المفصلي، والذي قد يؤدي الى إخراجه نهائياً من الساح السياسية . كل ذلك يجري في ظل غطاء روسي معيّن يهدف الى إحراج وتطويق اميركا بقيادة ترامب الذي دخل معركة التمديد لولاية ثانية في البيت الأبيض.

ما يجب متابعته:

@ لجأت طهران الى إستخدام خليط من صواريخ كروز ومسيّرات مفخخة نجحت غالبيتها في تخطي الدفاعات الجوية السعودية المتطورة، وهنا أرادت طهران، الى جانب الأهداف المباشرة من الضربة على عمق السعودية النفطي في بقيق، أرادت إظهار قدراتها التخريبية في محاولة لردع أي ردّ محتمل، من خلال تأكيد مقدرتها على تحقيق إصابات دقيقة في بنك أهداف واسع جداً.

@ غرق إسرائيل في ما يشبه أزمة حكم بعد نتائج الانتخابات المتقاربة بين نتنياهو وغانتز ألذي حقق تقدم طفيف لكنه لا يخوله تشكيل حكومة الا بالتفاهم مع ليبرمان أم مع نتنياهو على تقاسم السلطة، وقبل تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة لا تبدو فرص عمل عسكري واسع ضد إيران مرتفعة.

@ إغلاق روسيا المجال الجوي السوري بوجه الطائرات الحربية الاسرائيلية لاسيما فوق طرطوس واللاذقية، ليل الخميس-الجمعة، من خلال تشغيل أنظمة الدفاع الجوي SS400 ونجاح الدفاعات الجوية السورية SS300 على الأرجح في إسقاط مسيرة اسرائيلية فوق عقربا قرب دمشق.

@ إطلاق حملة كثيفة عبر وسائط التواصل تدعو الى إسقاط الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من خلال هاشتاق #جمعة الغضب تُرجمت تظاهرات لم يتسنَ التأكد من حجمها في القاهرة وباقي المحافظات .

@ بعيداً عن إعلان إندبندت عربية السعودية عن مهاجمة مقاتلات سعودية لقاعدة تابعة لحلفاء ايران في البوكمال على الحدود العراقية السورية، وتسريبات أخرى عن مشاركة مسيّرات سعودية في استطلاع أهداف فوق العراق وسوريا، تبدو الرياض مصرّة على حشد أكبر مقدار من الإدانة الدولية ضد إيران، من خلال دعوة خبراء أممين للتحقيق في إستهداف بقيق، للتأكيد على تورط مباشر للإيرانيين، بهدف استثمار ذلك على أكثر من صعيد، ولم تتقطع المباحثات السعودية الاميركية، منذ إستهداف أرامكو، بعضها أُعلن عنه، والبعض الآخر بقي طي الكتمان، نظراً لطبيعته العملانية، ويتم تدارس إحتمالات الرد، طبيعته، توقيته، تداعياته المرتقبة.وهنا تدرك الرياض تماماً، كما واشنطن، أن عدم الرد يعني فتح المجال أمام تكرار الاستهدافات وربما تفاقمها ، وفي الوقت عينه، لا ترغب الرياض وواشنطن بالدرجة الأولى في أن يتحول أي رد الى الفتيل الذي قد يشعل الصراع الأشمل .

@ إعلان وزير الدفاع الاميركي مارك إسبر إرسال قوات ومعدات عسكرية اميركية الى الخليج “ذات طابع دفاعي”، إثر عرض قدمه البنتاغون للرئيس ترامب، يتضمن خيارات الرد على إستهداف طهران لأرامكو، تزامناً مع فرض المزيد من العقوبات على المصرف المركزي الإيراني، وترك الخيار العسكري على الطاولة.

فهل يُِسرِّع هذا التهديد من المسار التفاوضي مع وجود رأس الديبلوماسية الإيرانية في نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة؟ وهل يحصل لقاء اميركي-إيراني مباشر؟ وكيف ستتطور حملة السعودية الدبلوماسية لتأكيد ضلوع ايراني مباشر في الهجمات الأخيرة؟ وما هي مفاعيل تلك الحملة؟

لاشك أن الايام المتبقية من أيلول -سبتمبر كفيلة بتوسيع معالم الاستحقاق الآتية، فهل تزيد إيران من الضغط العسكري في جبهات الإقليم المفتوحة لتنضيج خيار التفاهم!؟ أم أن الأمور قد تتدحرج بين فعل ورد فعل مع وصول التأهب الى أشده!؟

أضف تعليق