هل قرر حزب الله تفكيك ثورة اللبنانيين؟ وبأي وسائل؟

يقف لبنان عند مفترق طرق بعد ثبات إنتفاضة قسم لا يستهان به من الشعب اللبناني، على مساحة الوطن، في مشهد وحدوي غير مسبوق، على الاستمرار بالإضراب وقطع طرقات، حتى إستقالة السلطة التنفيذية، بفعل أعتى أزمة مالية-إقتصادية يشهدها لبنان منذ نهاية الحرب الأهلية عام 1990.

ما يجب متابعته:

فرز المشهد اللبناني المتسارع 3 لاعبين أساسيين، حزب الله، الشعب الثائر، مؤسسة الجيش اللبناني

* حزب الله

@ يسعى حزب الله ومنذ اللحظة الأولى لإندلاع إنتفاضة اللبنانيين، لفهم دوافعها، وتداعياتها، خصوصاً إنها شملت بيئته الحاضنة،في الجنوب والضاحية والبقاع .وقد عمد، بالتنسيق مع حركة أمل، الى محاولة كبح جماح الإندفاعة الشعبية، ورسم حدود لخطابها، وطرق الإحتجاج، في مناطقه، ونجح جزئياً في ذلك.

@ رسم الحزب على لسان أمينه العام خطوط حمراء عند بداية الاحتجاجات الشعبية: ممنوع تغيير المعادلات السياسية، وحاول توجيه المتظاهرين القريبين من فلكه نحو مصرف لبنان، ومع سقوط محاولة الحكومة الاستيعابية من خلال ورقة الإصلاحات، ومحاولة الرئيس ميشال عون الاستيعابية من خلال فتح باب التعديل الحكومي، بات حزب الله على تماس مباشر مع الساحات.

@ يسعى حزب الله ل فكفكة الإنتفاضة التي تحولت ثورة من خلال:

– الحرب النفسية والتخويف من خلال دعوة جماهيره للتظاهر :ولكن تحت أي عنوان؟ هل يكفي شعار “إلّا السيّد” ؟ أم أن هناك نيّة ل شيطنة الثورة من خلال وشمها بالقوات اللبنانية حيناً، وبأجندات خارجية وسفارات حيناً آخر!؟

– ضرب الشعار الذي وحد اللبنانيين “كلن يعني كلن” ومحاولته بالأمس الاستطلاع الميداني من خلال مجموعة منظمة ناوشت المنظمين ووسائل الاعلام، قد تكون بداية مسارٍ، دون نجاحه، قدرة حلفائه، على تحريك شارعهم، لاسيما التيار الوطني الحرّ، وهنا لابد من التوقف عند التفسخات التي ظهرت في مواقف مناهضي الوزير جبران باسيل، فهل يتجمعون ؟ وهل أرضى قيادة التيار، وحزب الله، الحشد الهزيل في بعبدا تحت عنوان التضامن مع القاضية عون؟ وهل ينجح التيار اليوم في تحريك شارعه ضمن مناطقه، كتمهيد لتحريك حزب الله شارعه، للضغط على الجيش اللبناني، بهدف زيادة ضغطه على المتظاهرين، بدءًا بالتجمعات على مفاصل المناطق المسيحية؟

– عدم وجود قيادة موحدة ل الثورة يجعل من خيار التهديد الشخصي ، محدود الفاعلية، وهنا ايضاً بات من الصعب جداً تهديد القيمين على شاشات لبنان الرئيسية، ال بي سي، الجديد، أم تي في، خصوصاً وأن مالكيها تمكنوا من التفلت من اتصالات للرئيس عون وأركان في السلطة. فهل سيتم اتهامهم بتلقي أموال السفارات لدعم الثورة؟ والى أين قد يصل هذا الاتهام والضغط على مالكي التلفزيونات، وهل يزداد الضغط على المراسلين في الشارع؟

– يدرس الحزب جيداً خطواته، وهو يعلم جيداً أن أي خطأ في الشارع سيرتد عليه، فسيكوليجية الجموع أثبتت أن زيادة الضغط على جموع غاضبة يزيدها استشراساً، والمدى الجغرافي الشامل للثورة، وتماسكها، برابط الفقر والكرامة، ومحاسبة الفاسدين، يُضيّق على أي جهة منظمة فرص قضمها.

– تحرك الشارع العراقي اليوم بعد اسبوعين على قمعه بالقوة، ومئات الضحايا وآلاف المصابين والمعتقلين، يُستخلص منها الكثير من العِبَر، خصوصاً وان الفساد والفقر يجمعان الشارعين اللبناني والعراقي، فكيف قد يؤثر ذلك على قرار حزب الله؟ وهل إيران تقرا المشهد محاولة خارجية لتقطيع أوصال نفوذها الى المتوسط؟

– سيعتمد حزب الله على الأرجح لهجة مرتفعة تتضمن تهديدا ً ويرفق ذلك بتحركات متدرجة، وتيرتها وحجمها مرتبطان بردة فعل الشارع من جهة، وقدرة الجيش على فتح الطرقات وحصر التظاهرات . كل ذلك بموازاة محاولة ترميم الحكومة، وهناك اشكالية أساسية، الى اي حد سيقبل الرئيس الحريري في السلطة اذا تطور الوضع على الأرض، خصوصًا أن الشارع يتضمن انتشاراً لاحزاب منظمة كالقوات والكتائب؟

خلاصة:

يقف حزب الله أمام مُعضلة غير مسبوقة، وكأنه يحاول الرقص بين الأفاعي، فالسلطة التي يحميها مترهلًة ومتفككة ، فكيف يحمي مصالحه داخلها؟ وماذا عن الاستقرار الداخلي، اي خيارهو الأقل تكلفة ؟ فالإنهيار الاقتصادي والمالي لا يرحم، وسيف العقوبات جاهز، والمجتمع العربي والدولي يراقب..فلبنان يحتضن لاجئين، ودولة حدودية مع اسرائيل، وتحتضن سواحله ثروات من البترول، ونظامه المصرفي حاجة لإعادة إعمار سوريا.

أضف تعليق